مفهوم التفكير الابداعي
مقدمة: تعتبر الظاهرة الابداعية هى القدرة الأكثر تعقيداً بين قدرات
الإنسان العقلية والمعرفية . ولقد وصفها سيريل بيرت بقوله:
نعمة الإبداع كان ينظر إليها بكثير من الإجلال والإكبار كما لو كانت
هبة إلهية مقدسة . وقرنت الأساطير اليونانية الإبداع والموهبة بالعباقرة من
أمثال (برومثيوس) مؤسس أقدم مدرسة للطب ، وعلى أن فيهم نفحة من الآلهة
وعنصر إلهي في تكوينهم أو عنصر إعجازي يفوق قدرات البشر الآخرين.
تم اقران الإبداع بالذكاء في أعلى مستوياته ، لكن الإبداع يجاوز الذكاء .
والإبداع لا يحل المشكلات حلاً تقليدياً. والعقل الخلاّق يبتكر الجديد
ويتقبله .
فليس الإبداع صفة المبدع للجديد فحسب، وإنما صفة للمتلقي القادر بحدسه
ونفاذ بصيرته أن يكتشف الجديد ويتقبله.
يستثير العمل الإبداعي في المتلقي ردوداً متنوعة ويفتح ذهنه على أكثر
من احتمال . العمل الإبداعي يضع المتلقي داخله فيشارك في صنعه واقتراح الحلول
والمسارات ، فالنص المفتوح يظل نصاً منشطا ومحفزا للقدرات العقلية.
مهما كانت نتيجة الإبداع (شعر)
قصة، رواية، مسرح، عمل تشكيلي، اختراع علمي، مقاربة علمية، فالعمل الإبداعي
يشكل منظومة مشرعة الأبواب والنوافذ على منظومات أخرى، وإلا، فسيكون محكوماً
عليه بالموت. وهذا ما تدل عليه مقاربة النظم التي ترى في الكون سلسلة منظومات
متشابكة يتداخل بعضها بالبعض الآخر في عمليات استغراقية كلية أحياناً وأحياناً
جزئية تؤثر وتتأثر ببعضها. لذا فمقولة (الفن أكبر من شراحه) تظل قابلة
للتصديق. فمهما علا كعب الناقد، ومهما كان النقد يحمل من صفات الموضوعية
والدقة فالطريق إلى أغوار النص ليست بالسهلة وقلما تصل بسالكها إلى النهاية
أو تستنفذ النص، إلا إذا كان النص مغلقاً على ذاته غير قابل للتأويل والشرح
والتفسير، وآنئذ يفقد الكثير من مواصفاته الإبداعية.
وتبقى نظريات النقد نظريات جزئية، متحزبة، وذاتية، وقابلة للحوار
والمناقشة. أما الأحكام التي تصدر عن الناقد فينبغي لها أن تكون تقريبية فلا
تدعي الإحاطة بجوانب العمل وجوهره. ذلك أن العمل الفني الذي يستحق تسمية
العمل الابداعي هو مجموعة من الأفكار والآراء والأحاسيس المتشابكة والعواطف
والتجارب المعقدة التي خضع لها المبدع.
لكن السعي لتفسير الخاصية العمومية والكلية للعمل الإبداعي التي لا
يحدها زمان أو مكان تظل مشروعة ، على ألا يعطي أي كان لتفسيره صفة اليقين أو أن
يجعله مسك الختام في عصر انهيار اليقين حتى في ميادين العلوم الأساسية.
فعملية الإبداع لا تجري بعيداً وفي اتجاه واحد، ومن أجل هدف محدد الإطار ثابت إنما
هي تتحرك وتتخذ أشكالها المختلفة بتأثير من تفاعلات نوعيةّ، يشكل كل من التواصل
والاتصال والتفاعل بعض أهم جوانبها. فالمبدع ليست بينه وبين المتلقي حواجز أو
موانع. ولا يتصورن مبدعاً لا يضع في اعتباره أولئك الذين يتلقون نتاجه. فالمتلقي
قابع في ذات المبدع في أشد لحظات إشراق الفكرة ومكابدة ولادتها لتصير وجوداً
حاضراً بالفعل بعد أن كانت مجرد إمكانية.
التفكير الإبداعي :
يشكل التفكير الإبداعي جزءاً من أي موقف
تعليمي يتضمن أسلوب حل المشكلات وتوليد الأفكار ويجب أن يعرف المعلمون وأولياء
الأمور أن تنمية التفكير الإبداعي لا يقتصر على تنمية مهارات الطلاب وزيادة
إنتاجهم ولكن تشمل تنمية درجة الوعي وتوسيع المدارك والتصورات وتنمية
الخيال والشعور بقدراتهم وبأنفسهم في جو تسوده الحرية للإنسان ليكون هو نفسه
كما خلقه الله لزيادة قدرته في نفسه لتحمل المخاطر وارتياد المجهول بالتفكير
الإبداعي.
التفكير:
عبارة عن سلسلة من النشاطات العقلية التي يقوم بها الدماغ عندما
يتعرض لمثير يتم استقباله عن طريق واحدة أو أكثر من الحواس الخمسة : اللمس
والبصر والسمع والشم والذوق.
تعريف الإبداع:
نصادف العديد من المفاهيم
في حديثنا عن الإبداع، مثل: الموهبة ، الإبداع ، العبقرية ، والإبتكار، وهى
من المشاكل الراجعة إلي عدم التوصل إلي تحديد الظاهرة تحديداً إجرائياً دقيقاً،
مما يؤدى إلي تصورها بأشكال مختلفة. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإننا لم نتوصل
بعد إلي معرفة العوامل التكوينية وفي مقدمتها الصفات الوراثية، أى من صنع الطبيعة،
أم هي من صنع الإثنين معا؟
وسوف نناقش فيما يلى بعض التعريفات في هذا المجال
فيمكن تعريفه فى اللغة: أبدعت الشئ أي أخترعته على غير مثال سابق.
والمبدع: هو المنشئ أو المحدث الذي لم يسبقه أحد.
في القرآن الكريم (( بديع السموات والأرض )) أي
خالقهما على غير مثال سبق.
ويتميز الإبداع بالشمولية والتعقيد نظرا لاحتوائه على عناصر معرفية
وانفعالية وأخلاقية متداخلة تشكل حالة ذهنية فريدة.
الابداع عمل ذهني يقوم
به الفرد باستخدام قدراته للوصول إلى أفكار جديدة أو استعمالات غير مألوفة أو
تفصيل خبرات محدودة إلى ملامح مفصلة .
والابداع الوحدة المتكاملة لمجموعة من العوامل الذاتية الموضوعية التي تقود
إلى تحقيق إنتاج أصيل جديد ذي قيمة من قبل الفرد والجماعة .
وهو عملية عقلية يستطيع الفرد من خلالها الوصول إلى أفكار أو نتاجات
جديدة أوإعادة ربط أفكار ونتاجات موجودة بطريقة جديدة مبتكرة
وهو القدرة على التعامل بطريقة مريحة مع المواقف الغامضة أو غير
المحددة وإيجاد مداخل جديدة وتجريب أساليب و تطبيقات جديدة تماماً.
وهو طريقة جديدة في حل مشكلة ما بطريقة منطقية
وهو نشاط عقلي مركب وهادف توجهه رغبة قوية في البحث عن حلول أو التوصل
إلى نواتج أصلية لم تكن معروفة سابقاً. وهو نشاط تخيلي ابتكاري يتضمن توليد
أفكار جديدة. وهو عملية الإتيان بجديد.
وهو العملية الذهنية التي نستخدمها للوصول إلى الأفكار والرؤى الجديدة
أو التي تؤدي إلى الدمج والتأليف بين الأفكار أو الأشياء التي يعتبر سابقاً أنها
غير مترابطة.
والإبداع نشاط عقلي مركب يتجه الشخص بمقتضاه إلى أنواع
جديدة ومبتكرة من التفكير أو الفن أو العمل أو النشاط اعتماداً على خبرات وعناصر
محددة ( إعادة تشكيل عناصر الخبرة في أشكال أو صيغ جديدة).
وأخيراً يمكن أن نعرف الإبداع "بانه نشاط إنساني ذهني
راق و متميز ناتج عن تفاعل عوامل عقلية و شخصية و اجتماعية لدى الفرد بحيث يؤدي
هذا التفاعل إلى نتاجات أو حلول جديدة مبتكرة للمواقف النظرية أو التطبيقية في
مجال من المجالات العلمية أو الحياتية و تتصف هذه المجالات بالحداثة و الأصالة
والمرونة والقيمة الاجتماعية" .
أما الإبداع بالمفهوم التربوي : هو عملية تساعد المتعلم على
أن يصبح أكثر حساسية للمشكلات وجوانب النقص والثغرات في المعلومات واختلال
الانسجام وما شاكل ذلك.
مفهوم التفكير الإبداعي
في واقع الأمر لا يوجد تعريف محدد جامع لمفهوم التفكير
الإبداعى ، وقد عرفه كثير من الباحثين الأجانب والعرب على حد سواء بتعريفات
مختلفة ومتباينة ، غير أنها تلتقي في الإطار العام لمفهوم الإبداع ، وهذا الاختلاف
جعل البعض ينظر إلى التفكير الإبداعى على أنه عملية عقلية ، أو إنتاج ملموس ،
ومنهم من يعده مظهرا من مظاهر الشخصية مرتبط بالبيئة .
وقد عرفه أحد الباحثين العرب : (على
أنه قدرة الفرد على الإنتاج إنتاجا يتميز بأكبر قدر من الطلاقة الفكرية ،
والمرونة التلقائية ، والأصالة ) .
ويعرف (منير كامل) التفكير الإبداعي بأنه
"الأسلوب الذي يستخدمه الفرد في إنتاج أكبر عدد ممكن من الأفكار حول
المشكلة التي يتعرض لها (الطلاقة الفكرية)، وتتصف هذه الأفكار بالتنوع والاختلاف
(المرونة) وعدم التكرار أو الشيوع (الأصالة).
ويعرف(فتحي جروان)
التفكير الإبداعي بأنه" نشاط عقلي مركب وهادف توجهه رغبة قوية في البحث عن حلول
أو التوصل إلي نواتج أصيلة لم تكن معروفة سابقاً. ويتميز التفكير الإبداعي
بالشمولية والتعقيد - فهو من المستوى الأعلى المعقد من التفكير -لأنه ينطوي
على عناصر معرفية وانفعالية وأخلاقية متداخلة تشكل حالة ذهنية فريدة . والتفكير
الابداعي سلسلة من النشاطات العقلية التي يقوم بها الدماغ عندما يتعرض لمثير عن
طريق إحدى الحواس الخمسة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق